سعودية في «حجرة العزل» بمستشفى الملك خالد منذ عام على رغم أنها لا تعاني من أي مرضٍ معدٍ

وصف – الخرج :
تقبع مواطنة في حجرة العزل في مستشفى الملك خالد بمحافظة الخرج منذ أكثر من عام، على رغم أنها لا تعاني من أي مرضٍ معدٍ. وفيما اتهم مصدر طبي في المستشفى أحد أقاربها بالسعي إلى منع خروجها إلى أسرتها، أكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن إدارة المستشفى تجاهلت خطابات للاستفسار عن وضعها.
وكانت المواطنة دخلت المستشفى قبل عام لمعاناتها من حالة «فصام»، واستقرت حالها بعد اتباعها برنامجاً علاجياً وضعه طبيب نفسي، وتم تدوين ذلك في تقارير طبية تؤكد عدم جدوى بقائها في المستشفى، وضرورة اصطحابها إلى منزلها من ذويها، لكن ذوي المواطنة التي لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها أصروا على بقائها في المستشفى، وعمل أحد أقاربها على إلزام المستشفى بإيوائها، بعد أن قدّم لإدارته خطاباً من «الإمارة» يطلب بقاءها في المستشفى إذا استدعت حالها، وهو ما حال دون خروجها على رغم تأكيد اختصاصيين نفسيين أن مكوثها في حجرة العزل حتى الآن سيؤدي إلى انتكاس حالها وتعذر علاجها.
وأكد مصدر داخل المستشفى للصحيفة، أن تلك الفتاة تقسم في كل مرة تزورها اختصاصية نفسية بأنها ليست مجنونة، وتبدأ في ذكر اسمها وأسماء الأشياء والأدوات من حولها حتى يدركوا سلامة عقلها، مضيفاً أن المشرفين على حالها يطمئنونها بقرب موعد خروجها، إلا أنها لا تصدقهم وترد عليهم بأن كل من يدخل هذه الحجرة يقول لها الكلام ذاته، ويختفي بعدها، مشيراً إلى أن الفتاة تتوسل إليهم لفك سجنها واصطحابها إلى أسرتها التي نسيت هيئات أفرادها وأشكالهم، واشتاقت إليهم كثيراً على حد قولها.
ولفت المصدر إلى أن المواطنة حضرت إلى المستشفى للمرة الأولى بتاريخ 3-11-1429هـ، وكانت تعاني من اضطرابات في الشخصية، وتفكر في الانتحار، وتخاف من الموت في الوقت نفسه، وتعاني من شرود ذهني وكلامها متقطع، فتم تشخيص حالتها على أنها مصابة بـ «الفصام»، وبعد علاجها واستقرار حالها أذن الطبيب بخروجها والعودة إلى منزل أسرتها، إلا أن ذويها أعادوها بعد مضي وقت قصير، وقدّموا ورقة موقعة من «الإمارة» تنص على وجوب إيوائها في المستشفى إذا استدعى الأمر ذلك، لتعود إليها بأعراض عدائية، ما دفع مستشفى الملك خالد إلى إرسالها إلى مستشفى الأمل، وبعد دخولها «الأمل» بتاريخ 11-5-1431هـ واستقرار حالها، خرجت بتاريخ 29-1-1432هـ، فأصر ذووها على إدخالها مستشفى الملك خالد، ونظراً إلى افتقار المستشفى إلى قسم نفسي، تم تحويلها عاجلاً إلى «الأمل» وكتابة تقرير بشأن استقرار حالها، لكن قريباً لها رفض نقلها، وجرى تمديد فترة إيوائها في حجرة العزل في مستشفى الملك خالد، على رغم أن جل التقارير الطبية تؤكد استقرار حالها وأفضلية بقائها بين أفراد أسرتها، في وقت لا يسمح النظام بإيواء حالة نفسية في مستشفى عام.
إلى ذلك، أوضح مصدر مطلع في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لـ«الصحيفة»، أن «الجمعية» خاطبت إدارة المستشفى منذ بضعة أشهر لطلب إفادة وتقارير عن الفتاة، إلا أن المستشفى تجاهل الرد على خطابات الجمعية طوال هذه الفترة، مشيراً إلى أن «الجمعية» ستخاطب «الشؤون الصحية» و«المحافظ» لاتخاذ قرار بشأنها.