Site icon صحيفة وصف الالكترونيه

الأمير فيصل بن محمد بن ناصر : الإرهاب الجديد سلوك فوضوي جماعي يحرك تظاهرات الحقوق والحريات

صحيفة وصف : قال الأمير فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، إنَّ تظاهرات الحريات والحقوق التي ظهرت مؤخرًا، تعريف لصورة جديدة من الإرهاب.

وأضاف الدكتور فيصل -في محاضرة بجامعة الملك خالد- أن الإرهاب الجديد سلوك فوضوي جماعي يغطى إعلاميًّا على نطاق واسع، وتنفذه جماعات منظمة عبر تظاهرات صاخبة للإضرار بالأمن الوطني، مشيرًا إلى أن الإرهاب الجديد يحركه تنظيم إرهابي عالمي يستهدف أذى البشر على اختلاف أديانهم وأماكنهم.

وتابع أن أعداء الحضارات مزيج من الساخطين والمحبطين الخارجين عن القانون الذين يكونون روابط قوية وسرية بين المتعاطفين معهم في كل دول العالم عبر الإنترنت، لافتًا إلى أنهم يتسمون بفكر إلحادي يعادي الأديان، وبفوضوية سياسية، فلا يعترفون بالسلطات الحالية، ويطالبون بحقوق وحريات مطلقة، وحق تقرير المصير للشعوب بعد انهيار الحكومات، وهو ما بدأ في أوروبا في القرن التاسع عشر، ويظهر أوقات الأزمات الدولية.

وأشار فيصل إلى أن من إفرازات الربيع العربي خروج جماعات فوضوية، كما يستظل التنظيم الإرهابي بمرحلة شعارات الحقوق والحريات التي ظهرت عام 2018، وهي مرحلة تذوب خلالها الكوادر الإرهابية في المنظمة العالمية الإرهابية للاستفادة من إمكاناتها الضخمة بدافع مشترك مفاده كره الأنظمة السياسية والسعي إلى الإطاحة بها.

ولفت فيصل إلى قبول الجماعات الإلحادية والفوضوية فكر الإرهاب بدافع إخلاص الإرهابيين في عدائهم للأنظمة دون سعي إلى تحقيق مصالح معها ليشكلوا رأس حربة بهدف قيام ثورات شعبية عارمة تضر بأمن الدول بما قد لا يمكن تداركه.

وأستكمل أن من أسباب ظهور مرحلة شعارات الحقوق والحريات، التغيّر في المجتمعات وكثرة الشباب؛ حيث تستهدف المراهقين من سن 13-25 وساعدتها هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت أهم منابر دعاة الحقوق والحريات في العالم، وكان لها دور كبير في إذكاء ما تسمى ثورات الربيع العربي.

ونوه فيصل بأن الواقع يفرض أن وسائل التواصل الاجتماعي مسيطرة على العقول، فشكلت وسيلة جمع معلومات عن الأشخاص والدول للشركات التي تشغلها، والدول التابعة لها، وساهمت في نشر مفاهيم وممارسات حرية الرأي والتعبير للقيام بالتظاهرات بأساليب الحشد والقطيع، وأظهرت معايير جديدة لاختيار الرموز الاجتماعية في المجتمعات.

وعن مخاطر وسائل التواصل، قال فيصل إنها ركزت على فئات مهمشة تعاني مشكلات اجتماعية، وخلق روابط متينة مع الشركات المشغلة لها؛ أهمها الكسب المادي، وثبت بتغيير الأنظمة أن الثورات الشعبية وسيلة أكثر تأثيرًا ونجاحًا، وأن التنظيمات المسلحة الإرهابية مصيرها الفشل والمطاردة، وربما تؤدي إلى تطوير أجهزة الأمن في الدولة المستهدفة، والمساندة الدولية.

وتطرق الأمير فيصل إلى أن مرحلة شعارات الحقوق والحريات تتسم بالعالمية، وتحظى باحترام الشعوب وفقًا للمواثيق الدولية، وقد استطاع التنظيم الإرهابي العالمي برفعه تلك الشعارات، إدخال مبادئه الفوضوية الإلحادية فيها، وبث روح التمرد في الشعوب ضد الحضارات القائمة، وحرض على تغيير الواقع، مستغلًّا الظروف الدولية ومساحات الحرية في بعض الدول لإذكاء تظاهرات وشغب، مستغلًّا غضب أتباعه ومن يعاونهم.

وأردف أنه جرى تحول في خطاب قادة ومنظري الفكر الحركي في وسائل التواصل الاجتماعي من دعاة التكفير والتفجير إلى حاملي ألوية الحرية والتسامح والحقوق العامة ليصبحوا نشطاء حقوق وسياسيين يستعطفون الشعوب، داعمين استغلالهم شعارات الحقوق والحريات، كما استغلوا شعارات الدين في الماضي.

واختتم أن التظاهرات التي يحركها الإرهاب العالمي تمتاز عن غيرها بإشراك كافة طوائف المجتمع وأديانه واتجاهاته الفكرية، بمن فيهم المدرجون بقوائم الإرهاب للمطالبة بحقوق عامة، ولا تتوقف حتى إسقاط الدولة وتغيير الأنظمة، وتوجه إلى دول معينة اتخذت مواقف من قضايا دولية. وهذا يدل على نظرية المؤامرة وتصفية حسابات دولية، منوهًا بأنه لا يوجد لتلك الجماعات الثائرة قيادة معروفة، بل يتم توزيع أوامر التحرك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتليها تظاهرات فئوية.

Exit mobile version