دوليات

مكافحة الارهاب يقع في اولى اولويات جامعة الدول العربية

صحيفة وصف:إن قضية الإرهاب هي اليوم في أولويات اهتمام دول العالم من دون استثناء، وباتت مكافحته محوراً رئيساً للدراسات الاجتماعية والأمنية والسياسية والجغرافية، فهو ظاهرة لا وطن لها ولا دين أو مذهب، كما صار بدهياً أن العلاقة بين الإرهاب والثقافة هي علاقة صراع وتضاد، وتكمن الخطورة في الإرهاب الثقافي الفكري الذي يسعى إلى تعزيز قيم الإرهاب الشمولي لدى أفراد المجتمع، وبالأخص وسط الشباب، وهو ذو منهج خفي يخترق العقول قبل الأجساد.
والجامعة تستشعر عظم المسؤولية إزاء تعاظم خطر الجرائم الإرهابية على المجتمعات الإنسانية، وتأكيداً على الدور الرائد الذي تضطلع به في مجال العلوم الأمنية دأبت الجامعة على تناول المشكلات المعاصرة ومعالجتها باستخدام الأساليب العلمية والبحثية المتخصصة، سعياً نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل في جميع المجالات.
وبتوجيهات مستمرة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة الأمير محمد بن نايف ووزراء الداخلية العرب، فإن موضوع الإرهاب يأتي على رأس القضايا التي تحرص الجامعة على معالجتها بأساليب علمية مدروسة من خلال برامجها وأنشطتها العلمية، نظراً إلى خطورة هذه الجرائم وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الدوليين، نتيجة للتطور المستمر لهذه الجرائم بفعل تقدم وسائل الاتصال.
ومن هذا المنطلق تولت الجامعة تنفيذ البرنامج العلمي للخطة المرحلية لتنفيذ بنود الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب الموقر في دورته الـ14، ونفذت الجامعة الخطة كاملة من خلال المناشط المنفذة عبر مرافقها ومراكزها العلمية المختلفة، كما نفذت الجامعة عدداً من الأنشطة الإضافية التي تصب في وعاء مكافحة الإرهاب إيماناً منها بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لدرء هذا الخطر على أسس علمية مدروسة.
والجامعة بهذا تكون مسؤولة عن الشق العلمي من الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب من حيث تقديم المادة العلمية بحثاً وتدريباً، وإسهاماً في الإطار الإعلامي والتثقيفي قامت في هذا السياق بتنظيم الدورات التدريبية والدورات التطبيقية والحلقات العلمية التي بلغ عددها أكثر من 270 دورة تدريبية وحلقة علمية، تناولت الإرهاب من مختلف جوانبه وأبعاده داخل دولة المقر وخارجها، وأعدت 19 دراسة علمية عن واقع الإرهاب وأساليب مكافحته، كما أصدرت 50 إصداراً علمياً استعرضت فيها ظاهرة الإرهاب والعوامل التي تساعد في تفاقمها وتناولت هذه المناشط والدراسات جميع أشكال الإرهاب بالتحليل الدقيق وتنوعت مواضيعها لتغطي مواضيع مثل: أمن المطارات، وإدارة الأزمة في الحدث الإرهابي، وواقع الإرهاب في الوطن العربي، وحماية المنشآت المهمة، والأساليب والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون وطرق التصدي لها ومكافحتها، ومكافحة الإجرام المنظم، والإرهاب باستخدام المتفجرات، ومكافحة الإرهاب البيولوجي، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وتشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي وغيرها، إضافة إلى طباعة ونشر أعمال الندوات التي تناولت مشكلة الإرهاب في شكل إصدارات علمية تتضمن الأوراق المقدمة في هذه الملتقيات والنتائج والتوصيات التي توصلت إليها، وتوزيع هذه الإصدارات على جميع مراكز البحوث والجامعات والمعاهد الأمنية والأجهزة العربية المتخصصة ذات الصلة سعياً نحو تحقيق الغايات المنشودة.
وفي مجال المعارض الأمنية خصصت الجامعة جناحاً في معرض الأجهزة الأمنية عرضت فيه معدات ووسائل مكافحة الإرهاب فضلاً عن تخصيص جناح في معرض الكتاب الذي تنظمه الجامعة تعرض من خلاله الكتب والمطبوعات التي تتناول ظاهرة الإرهاب. كما يقوم قسم التقنيات العلمية بتوثيق كل مناشط الجامعة العلمية، ومنها ما له صلة بالإرهاب وتعميم هذه الأفلام والتسجيلات على الدول العربية.
وفي مجال الدراسات العليا ناقشت الجامعة أكثر من 83 رسالة ماجستير ودكتوراه من خلال كلية العدالة الجنائية، وكلية العلوم الاجتماعية والإدارية، وكلية العلوم الاستراتيجية، إضافة إلى مناقشة الرسائل ذات الطابع التقني والمخبري المتعلقة بالإرهاب من خلال كلية علوم الأدلة الجنائية، كما قدمت الجامعة 90 محاضرة علمية في مختلف دول العالم في هذا المجال، و22 ندوة علمية. وفي الإطار الإعلامي نشرت كل من «مجلة الأمن والحياة» الشهرية و«المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب» عدداً من الدراسات والتحقيقات واللقاءات الإقليمية والدولية، كما نظمت إدارة الشؤون الإعلامية في الجامعة ندوات صحافية وتلفزيونية عدة عن موضوع الإرهاب. وبلغت مشاركات الجامعة في المؤتمرات والندوات ذات العلاقة بالإرهاب محلياً ودولياً 90 مشاركة علمية، إذ ترتبط الجامعة من خلال مذكرات التفاهم العلمي مع أكثر من 180 مؤسسة من أميز وأبرز المؤسسات العلمية والأمنية على مستوى العالم. وتأمل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بأن تكون هذه الجهود حققت أهدافها المرجوة، وأن تكون الأجهزة المتخصصة وجدت فيها ما يدعم جهودها في مكافحة جريمة الإرهاب والقضاء عليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى